أقصد أعضاء الإنسان :
بين العين والقلب :
لما وقع نزاع بين العين والقلب ، واتسعت الهوة بينهما ،
كل منهما يلقي باللوم على الآخر فيما حل به من سقم وألم ،
تحاكما إلى الجسم الذي حكم بإدانة العين :
قلبي يقول لعيني هيجت لي سقما
والعين تزعم أن القلب أنكـــــــاها
والجسم يقسم أن العين كــــــاذبة
هي التي هيجت للقلب بلـــــــواها
لكن العين رفضت هذا الحكم ، ورفعت القضية للاستئناف ،
وبعد المداولة أصدر القاضي حكما بإدانة كليهما ،
فالعين والقلب شريكان في جريمة قتل واحدة تقاسما فيها الأدوار .
وعندما أردت أن أتيقن من صحة الحكم ذهبت إلى الحكماء فقالوا :
القلب بيت والعين بابه ، ولا يدخل اللص البيت إلا والباب مفتوح ،
فإذا دخل سرق حلية الإيمان وجوهره التقوى ،
وترك القلب خرابا في خراب فاحذر هذا اللص ألا وهو الشيطان ،
فإنه خفيف الحركة تكفيه لحظة واحدة ليتسلل إلى القلب عبر العين ويخربه،
ولذلك لما سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن نظرة الفجاءة قال :
( اصرف بصرك )،
أي؛ أحكم إغلاق الباب ، وضع عليه حراسة أمن مشددة ،من
جنود المراقبة لله ،
والخوف منه سبحانه وتعالى
ولا تفتحه ولو للحظة واحدة ،
عندها يدب اليأس إلى قلب إبليس فيرجع خائبا خاسرا
ويتركك سالما كاسبا وناجيا .
منقول من ( مجلة الصيدلة والدواء ) عدد سبتمبر 2007 للدكتور \ عمران عبد المجيد .