أثر القدوة في البيت
:
إذاً أول وسيلة فعالة من وسائل تربية الأولاد أن تبقى ساكتاً أن تبقى صامتاً وأن تكون قدوةً حينما سئلت السيدة عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت :
(( كان خلقه القرآن .))
[ مسلم عن عائشة رضي الله عنها]
يقولون الكون قرآن صامت ، والقرآن كون ناطق ، والنبي عليه الصلاة والسلام قرآن يمشي ، قرآن متحرك ، إذا أردت أن تربي أولادك كن أنت قدوةً لهم ، كن أنت صادقاً ، كن أنت عفيفاً ، كن أنت أميناً ، والابن يدرك ويعلم .
والله بعض الأطفال الذين تربوا في أسر إسلامية متمسكة بالدين هو في سن قبل التكليف بكثير تراه يغض بصره عن امرأة لا يحل للكبير أن يراها ، سلوك رائع جداً ، في عفة وهو صغير لأنه يرى أباه يغض بصره ، وقد تجد فتاة عمرها سنوات تحب أن تضع الحجاب وأن تصلي ولو صلاةً شكلية ، هذا أثر القدوة في البيت .
أيها الآباء ، أيها المتزوجون ، أيها الناس الذين تطمحون إلى ابن صالح كن أنت صالحاً ، لذلك كنت أقول سابقاً يمكن أن تكون أكبر داعية إلى الله وأنت صامت ، هذه الدعوة الصامتة بليغة جداً ، دعوة بالمواقف ، بل ـ وأنا لا أبالغ ـ كل مؤمن شاء أم أبى ، علم أو لم يعلم ، انتبه أو لم ينتبه ، داعية مؤمن صادق ، هذا لا يكذب ، هذا لا يغش ، هذا لا يأكل مالاً حراماً ، هذا عفيف ، هذا أمين ، فالمؤمن مظنة ، صلاح المؤمن ينبغي أن يكون قبلة الأنظار ، طبعاً الأبيات المشهورة : يا أيها الرجل الـــمعلم غيره هــــلا لنفسك كان ذا التعليـم
تصف الدواء لذي السقام ولذي الضنى كي ما يصح به وأنت سقيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غـيها فإذا انتـــهت عنه فأنت حكيـم