قال عليه الصلاة والسلام ( مِنْ حُسْنِ إسْلامِ المرء تَرْكُهُ ما لا يعنيهِ ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه ( الأربعين النووية ) :
حتى يكون إسلامَ المرءِ حَسَنًا ؛ يجبُ أن تتعلقَ عنايةُ الإنسان وإرادتهُ من الأمور بما يتصلُ بضرورةِ حياته في معاشهِ
وحسن حياته يوم مماته وآخرته .
فعليه أن يسعى في حياته لما يشبعهُ من جوع ، ويرويه من عطش ، ويستر عورته من عُرْيٍ ، ويُعُفَّ فَرْجَهُ من فُجُورٍ وفُحْشٍ ،
وسلامته في معاده بالإسلام والإيمان والإحسان والتقوى وهي جماع كل ذلك
وكلُّ هذا يسير بالنسبة إلى ما لا يعنيه
فإذا اقتصر على ما يعنيه سَلِمَ من سائر الآفات ، وجميع الشُّرُورِ والمخاصمات ، وما ينزل به من الملمات
وكان ذلك من الفوائد الدالةِ على حُسْنِ إسلامِهِ ، ورسُوخِ إيمانهِ ، وحقيقة إحسانه وتقواه
ومجانبته لهواهُ لاشتغالهِ بمصلحتهِ الأخروية ، وإعراضه عن أغراضه الدنيوية ، الشهويةِ التوسعية
( لو كان لابن آدم واديا من ذهب لتمنى ثانيا ، ولو كان له اثنان لتمنى ثالثا ، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب )
والمال كالمناصب والرئاسات وحب المحمدة والثناء ، والفضول في الكلام ، والأفعال المباحة ، وغير ذلك مما لا يعود عليه
منه نفعٌ أخرويُّ ويكون ضياعٌ للوقت ومسرفة في البعد عما يعنيه .
فعلينا أن نشغل أنفسنا بما يعنينا ، ونترك للآخرين ما يعنيهم بعد نصحهم بالرفق واللين وترك أمرهم لله رب العالمين .