لفظة ( الدين ) التي وردت في الآية الكريمة 19 من سورة آل عمران )
يحتاج الكثيرون منا إلى توضيح معناها اللغوي في المعجم العربي ، وفي نظر علماء الإسلام :
والسؤال كما ورد في العنوان ( ما معنى الدين في اللغة والشرع ؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ونلخص الإجابة التي وردت عن فضيلة الشيخ مصطفى عبد الرازق الذي تقلد منصب وزير الثقافة عدة مرات
ثم تقلدَ مشيخة الأزهر سنة 1945م
بتصرف من كتاب ( الدين والوحي والإسلام ) الصادر من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف
وقد وردت كلمة ( دين ) في القرآن الكريم في أكثر من ثمانين موضعا
معنى الدين في معاجم اللغة العربية :
المِلّـــةُ ويقال الدين للطاعة والجزاء وهي لفظة مُوَلَّدَةٌ ... كما نص على ذلك الأصفهاني في غريب القرآن
فمعناه ( الطــــــــــاعة والجــــــزاء
وفي كتاب الملل والنحل للشهرستاني يفسر الدين : بالطاعة والانقياد والجزاء والحساب ثم يجعل الدين
بمعنى الملَّة والشريعة
ويقول المستشرق ( ماكدونالد ) إن كلمة الدين تعود إلى ثلاث اتجاهات لغوية :
1- هي كلمة آرامية عبرية بمعنى ( حُكْمٌ )
2- كلمة عربية بمعنى ( العادة والديدن )
3- كلمة فارسية لا صلة لها بالسابقتين تدل على معنى ( المِلّةُ )
ويقول الدكتور مصطفى عبد الرازق إنها ( الدين ) كانت جاهلية ومنهم من ينكر الإله القادر
كما ينكر الجزاء والحساب ...اقرأ الآية 24 من سورة الجاثية :
(وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (24)
وجاء القرآن وسمى ما كان عليه العرب ( دينا ) اقرأ الآية 6 من سورة الكافرون (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ )
ويرجِعُ د. مصطفى عبد الرازق الكلمة ( دِيْنٌ ) لغويا هي ولفظة ( دَيْنٌ ) إلى أصل واحد
وهو : الإيمان بأمر وراء هذا الوجود المحسوس الحاضر وتستعمل بمعان مختلفة
ومعناه في الشريعة مستعار ومأخوذ من مضمون ( الطــــــاعة )
فالطاعة سبب للجزاء ، والدين شرعا لا يكون إلا وحيا من الله إلى أنبيائه الذين يصطفيهم من عباده ويرسلهم أئمة هداة
إلى أقوامهم إلى التوحيد والعبادة لله وحده لا شريك له
اقرأ إن شئت آيات 30 من سورة الرعد ، 43 من سورة النحل و143إلى 165 من النساء و13 من الشورى
وهذا الدين الموحى به للرسل ( دين واحد لا يختلف في الأولين والآخرين )
قال تعالى ( شرع لكم من الدين ...) 13 الشورى ، وفي الآية 52 من المؤمنون ( وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون )
( فما يكذبك بعد بالدين ) وهو هنا : خلوص السريرة للحق وقيام النفس بصالح القول والعمل وهي دعوة كل الأنبياء
==========
والله تعالى أعلم