اخى /اختى فى الله هذة الرسالة تفيدكم علما بأنك غير مسجل فى
هذا المنتدى الرجاء التكرم منكم والانضمام الى اسرة المنتدى
المتواضعة
وان كنت مسجل فى اسرة العطاء بلا ثمن تفضل بالدخول
وقم بتقديم موهبتك فى اسرة العطاء بلا ثمن
اسرة موقع
اسرة العطاء بلا ثمن
شبكة العطاء بلا ثمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اخى /اختى فى الله هذة الرسالة تفيدكم علما بأنك غير مسجل فى
هذا المنتدى الرجاء التكرم منكم والانضمام الى اسرة المنتدى
المتواضعة
وان كنت مسجل فى اسرة العطاء بلا ثمن تفضل بالدخول
وقم بتقديم موهبتك فى اسرة العطاء بلا ثمن
اسرة موقع
اسرة العطاء بلا ثمن
عن أبي عبدالله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن الحلال بين و الحرام بين , وبينهما مشتبهات قد لا يعلمهن كثير من الناس , فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه , ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام , كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه , ألا وأن لكل ملك حمى ,ألا وإنّ حمى الله محارمه , ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله , ألا وهي القلب " رواه البخاري ومسلم .
الشرح : قسم النبي صلى الله عليه وسلم الأمور إلى ثلاثة أقسام :
الأول : قسم حلال بيّن لا اشتباه فيه ,
الثاني : قسم حرام بيّن لا اشتباه فيه ,
وهذان واضحان أمّا الحلال فحلال ولا يأثم الإنسان به , وأما الحرام فحرام ويأثم الإنسان به .
مثل الأول :حل بهيمة الأنعام ... ومثال الثاني :تحريم الخمر .
الثالث : القسم الثالث فهم الأمرالمشتبه الذي يشتبه حكمه هل هو من الحلال أم من الحرام ؟ ويخفى حكمه على كثير من الناس وإلا فهو معلوم عند آخرين .
لهذا يشير الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ من الورع تركه وأن لا يقع فيه ولهذا قال : " فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه " استبرأ لدينه فيما بينه وبين الله , واستبرأ لعرضه فيما بينه وبين الناس بحيث لا يقولون : فلان وقع في الحرام , حيث أ نهم يعلمونه وهو عند مشتبه ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا لذلك بالراعي يرعى حول الحمى "أي حول الأرض المحمية التي لا ترعاها البهائم فتكون خضراء , لأنها لم ترع فيها فإنها تجذب البهائم حتى تدب إليها وترعاها " " كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه " ثم قال عليه الصلاة والسلام : "ألا وأن لكل ملك حمى "يعني بأنه جرت العادة بأن الملوك يحمون شيئا من الرياض التي يكون فيهاالعشب الكثير والزرع الكثير "ألا وإن حمى الله محارمه " أي ما حرمه على عباده فهو حماه , لأنه منعهم أن يقعوا فيه ثم بين أن في الجسد مضغةيعني لحمة بقدر ما يمضغه إذا صلحت صلح الجسد كله ثم بينها بقوله "ألا وهي القلب " وهو إشارة إلى أنه يجب على الإنسان أن يراعي مافي قلبه من الهوى الذي يعصف به حتى يقع في الحرام والأمور المشتبهات .
ــ فوائد هذا الحديث :
أولا : أن الشريعة الإسلامية حلالها بيّن وحرامها بيّن والمشتبه منها يعلمه بعض الناس .
ثانيا : أنه ينبغي للإنسان إذا اشتبه عليه الأمرأحلال هو أم حرام أن يجتنبه حتى يتبيّن له أنه حلال .
ــ أن الإنسان إذا وقع في الأمور المشتبهة هان عليه أن يقع في الأمور الواضحة فإذا مارس الشيء المشتبه فإن نفسه تدعوه إلى أن يفعل الشيء البيّن وحينئذ يهلك .
ــ جواز ضرب المثل من أجل أن يتبيّن الأمر المعنوي بضرب الحسي أي أن تشبيه المعقول بالمحسوس ليقرب فهمه .
ــ حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام بضربه للأمثال وتوضيحها .
ـــ أنه يجب على الإنسان العناية بقلبه دائما وأبدا حتى يستقيم على ما ينبغي أن يكون عليه .
ــ أن فساد الظاهردليل على فساد الباطن لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله " ففساد الظاهر عنوان فساد الباطن.
ـــــ منقول للفائدة بتصرف ــ
التوقــيـــــــــــــــــــــع
الحديث الأول من ( الأربعين النووية )
محمد فهمي يوسف Admin
مؤسس الشبكة
أوسمتى : المساهمات : 668 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 06/12/2017 العمر : 79 الموقع : الإسكندرية ــ مصر
السبت سبتمبر 29, 2018 10:25 pm
أستاذة أم بشرى
تحياتي لك
أود لمن يساهم ويرغب في التعاون معنا
لننشر الأحاديث النبوية الشريفة من كتاب الأربعين النووية
أن نبدأها من أولها إلى آخرها على ألا تتجاوز المساهمة حديثا واحدا
وعلى ذلك سأبدأ مشاركا معكم بالحديث الأول ، وحبذا لو بالترتيب
حتى نصل إلى الحديث الذي تفضلت بنشره في مساهمتك القيمة
ثم ننشر ما يليه إن شاء الله .... فلنتوكل على الله ونبدأ :
========================
العنوان :
الإخلاص
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته
إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا
يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه )
رواه البخاري ومسلم
التعليق :
* اشتراط النية في أعمال الطاعات والنية من الإيمان عمل قلبي
* من نوى عملا صالحا فمنعه منه عذر قاهر من مرض أو وفاة
عن عمر رضي الله عنه أيضاً قال: «بينما نحن جُلُوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ إذ طلع علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثِّيابِ شديدُ سوادِ الشَّعرِ، لا يُرى عليه أثر السَّفر ولا يعرفُهُ منَّا أحدٌ، حتى جلس إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأسند رُكبتيهِ إلى رُكبتيهِ؛ ووضع كفَّيْهِ على فخذيه، وقال: يا محمَّدُ أَخبرني عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام أنْ تشهد أنْ لا إله إلَّا الله وأنَّ محمَّداً رسول الله، وتقيم الصَّلاة، وتُؤتي الزَّكاة، وتصوم رمضان، وتحجَّ البيت إن استطعت إليه سبيلاً. قال: صدقتَ. فعجبنا له يسأله ويصدِّقه. قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أنْ تؤمن باللهِ، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتُؤمن بالقدرِ خيرِهِ وشرِّهِ. قال: صدقتَ. قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: أنْ تعبدَ الله كأنَّك تراه فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك. قال: فأَخبرني عن السَّاعة، قال: ما المسؤولُ عنها بأعلم من السَّائل. قال: فأَخبرني عن أماراتها، قال: أنْ تلد الأمة ربَّتها، وأنْ ترى الحُفاةَ العُرَاةَ العالَةَ رِعاءَ الشَّاءِ يتطاولون في البينان، ثمَّ انطلق، فلبثتُ مليّاً ثمَّ قال: يا عمرُ، أتدري منِ السَّائل؟ قلت: اللهُ ورسولُهُ أعلمُ. قال: فإنَّهُ جبريلُ أتاكم يُعلِّمكم دينكم» رواه مسلمٌ. * أهميته: قال ابن دقيق العبد: هذا حديث عظيم اشتمل على جميع وظائف الأعمال الظاهرة والباطنة، وعلوم الشريعة كلها راجعة إليه ومتشعبة منه؛ لما تضمنه من جمعه علم السنة، فهو كالأم للسنُّة؛ كما سميت الفاتحة «أم القرآن»؛ لما تضمنته من جمعها معاني القرآن. وهو من الأحاديث المتواترة؛ لأنه ورد من رواية ثمانية من الصحابة الكرام هم: أبو هريرة، وعمر، وأبو ذر، وأنس، وابن عباس، وأبو عامر الأشعري، وجرير البجلي رضي الله عنهم. * لغة الحديث: «بينما»: بين ظرف زمان، وما زائدة. وفي رواية «بينا». «إذ طلع»: إذ حرف مفاجاة. أي يخرج علينا فجأة. «ووضع كفيه على فخذيه»: أي فخذي نفسه كهيئة المتأدب. وفي رواية النسائي «فوضع يديه على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم» والرواية الأولى أصح وأشهر. «أخبرني عن الإسلام؟»: أخبرني عن حقيقته وأعماله شرعاً، وكذلك «أخبرني عن الإيمان» و«الإحسان». «فعجبنا له يسأله ويصدقه»: أي أصبنا العجب من حاله، وهو يسأل سؤال العارف المحقق المصدق. أو عجبنا؛ لأن سؤاله يدل على جهله بالمسؤول عنه، وتصديقه يدل على علمه به. «أن تؤمن بالله..»: الإيمان لغة التصديق والجزم في القلب، وشرعاً: التصديق بما ذكر في الحديث. «فأخبرني عن الساعة؟»: أخبرني عن وقت مجيىء يوم القيامة. «أمارتها»: بفتح الهمزة جمع أمارة: وهي العلامة. والمراد علاماتها التي تسبق قيامها. «أن تلد الأمة ربتها»: أي سيدتها. وفي رواية «ربها» أي: سيدها. والمعنى أن من علامات الساعة كثرة اتخاذ الإماء ووطئهن بملك اليمين، فيأتين بأولاٍهم أحرار كآبائهم، فإنَّ ولدها من سيدها بمنزلة سيدها، لأن ملك الوالد صائر إلى ولده، فهو ربا ربها من هذه الجهة. وقيل: هو كنية عن كثرة عقوق الأولاد حتى يخاف الوالد من ولده كما يخاف الرقيق من سيده. والعبارة كناية عن فساد الزمن وانقلاب الأحوال. «الحفاة العراة العالة»: الحفاة: جمع حاف، وهو من لا نعل في رجليه. العراة: جمع عارٍ، وهو من لا ثياب على جسده. العالة: جمع عائل، وهو الفقير. «رعاء الشاء»: جمع راع، وهو الحافظ، ويجمع على رعاة أيضاً. والشاء: جمع شاة، وهي واحدة الضأن. «يتطاولون في البنيان»: يبنون الأبنية العالية تفاخراً ورياءً. «فلبثتُ ملياً»: انتظرتُ وقتاً طويلاً؛ أي: غبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث ليالٍ كما في رواية، ثم لقيته. * فقه الحديث وما يرشد إليه: 1- تحسين الثياب والهيئة: يستحسن ارتداء الثياب النظيفة، والتطيب بالرائحة الزكية لدخول المسجد وحضور مجالس العلم، والتأدب في مجالس العلم ومع العلماء، فإن جبريل عليه الصلاة والسلام أتى معلماً للناس بحاله ومقاله. 2- ما هو الإسلام؟: الإسلام لغة: الانقياد والاستسلام لله تعالى. وهو شرعاً: قائم على أسس خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة في أوقاتها كاملة الشروط والأركان، مستوفاة السنن والآداب، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت الحرام مرة في العمر على من قدر عليه وتوفر له مؤونة السفر من الزاد والراحلة ونفقة الأهل والعيال. 3- ما هو الإيمان؟: الإيمان لغة: التصديق، وشرعاً التصديق الجازم بوجود الله الخالق وأنه سبحانه واحد لا شريك له. والتصديق بوجود خلق لله هم الملائكة، وهم عباد مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، خلقهم الله من نور، لا يأكلون ولا يتصفون بذكورة ولا أنوثة ولا يتناسلون، ولا يعلم عددهم إلا الله تعالى. والتصديق بالكتب السماوية المنزلة من عند الله تعالى وأنها شرع الله قبل أن تنالها أيدي الناس بالتحريف والتبديل. والتصديق بجميع الرسل الذين اختارهم الله لهداية خلقه، وأنزل عليهم الكتب السماوية، والاعتقاد أن الرسل بشر معصومون. والتصديق بيوم آخر، يبعث الله فيه الناس من قبورهم، ويحاسبهم على أعمالهم ويجزيهم عليها إن خيراً وإن شراً فشر. والتصديق بأن كل ما يجري في هذا الكون هو بتقدير لله تعالى وإرادته، لحكمة يعلمها الله تعالى. هذه هي أركان الإيمان، من اعتقد بها نجا وفاز، ومن جحدها ضل وخاب؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾ [النساء: 136]. 4- الإسلام والإيمان: ومما تقدم تعلم أن الإسلام والإيمان حقيقتان متباينتان لغة وشرعاً، وهذا هو الأصل في الأسماء المختلفة، وقد يتوسع الشرع فيطلق أحدهما على الآخر على سبيل التجوز. ولا عبرة بإيمان دون إسلام، كما لا عبرة بإسلام دون إيمان؛ لأنهما متلازمان، فلا بد من الإيمان بالقلب والعمل بالأعضاء. 5- ما هو الإحسان؟: الإحسان هو الإخلاص والإتقان، أي تخلص في عبادة الله وحده مع تمام الإتقان كأنك تراه وقت عبادته، فإن لم تقدر على ذلك فتذكر أن الله يشاهدك ويرى منك كل صغير وكبير. 6- السعة وأماراتها: علم وقت قيام القيامة، مما اختص الله بعلمه، ولم يطلع عليه أحداً من خلقه ملكاً كان أو رسولاً، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل: « ما المسؤول عنها بأعلم من السائل». ولكنه أجابه عن بعض أماراتها التي تسبقها وتدل على قربها: أ- فساد الزمن، وضعف الأخلاق، حيث يكثر عقوق الأولاد ومخالفتهم لآبائهم فيعاملونهم معاملة السيد لعبيده. ب- انعكاس الأمور واختلاطها؛ حتى يصبح أسافل الناس ملوك الأمة ورؤساءها، وتسند الأمور لغير أهلها، ويكثر المال في أيدي الناس، ويكثر البذخ والسرف، ويتباهى الناس بعلو البنيان، وكثرة المتاع والأثاث، ويتعالى على الخلقويملك أمرهم من كانوا في فقر وبؤس، يعيشون على إحسانالغير من البدو والرعاة وأشباههم. 7- السؤال عن العلم: المسلم إنما يسأل عما ينفعه في دنياه أو آخرته، ويترك السؤال عما لا فائدة فيه. كما ينبغي لمن حضر مجلس علم، ولمس أن الحاضرين بحاجة إلى مسألة ما، ولم يسأل عنها أحد، أن يسأل هو عنها وإن كان هو يعلمها، لينتفع أهل المجلس بالجواب. ومن سئل عن شيء لا يعلمه وجب عليه أن يقول: لا أعلم، وذلك دليل ورعه وتقواه وعلمه الصحيح. 8- من أساليب التربية: طريقة السؤال والجواب، من الأساليب التربوية الناجحة قديماً وحديثاً، وقد تكررت في تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في كثير من الأحاديث النبوية، لما فيها من لفت انتباه السامعين وإعداد أذهانهم لتلقي الجواب الصحيح. * أهم المصادر والمراجع: - الوافي في شرح الأربعين النووية: د. مصطفى البغا / محي الدين مستو. - صحيح الإمام مسلم: الإمام مسلم بن الحجاج القشيري. - الرياض الندية في شرح الأربعين النووية: الإمام ابن دقيق العيد / العثيمين / الإمام النووي. - الجواهر اللؤلؤية في شرح الأربعين النووية: محمد عبدالله الجرداني. - شرح الأربعين النووية: الإمام النووي.
التوقــيـــــــــــــــــــــع
رد: من أحاديث الأربعين النووية بالشرح /...
محمد فهمي يوسف Admin
مؤسس الشبكة
أوسمتى : المساهمات : 668 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 06/12/2017 العمر : 79 الموقع : الإسكندرية ــ مصر
الأحد سبتمبر 30, 2018 5:19 am
أركان الإسلام
عن أبي عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال :
سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
بُنِيَ الإسلامُ على خمس ؛ شهادة أن إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة
وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان .) رواه البخاري ومسلم
ومن فقه هذا الحديث الشريف :
1- ارتباط أركان الإسلام بعضها ببعض ، ومن أتى بهذه الأركان كاملة كان مسلما كامل الإيمان
ومن تركها جميعا كان كافرا قطعا ،عدا فريضة الحج فإنها على المستطيع من المسلمين دون غير القادر
2- يفيد الحديث أن الإسلام عقيدة وعمل ؛ فلا ينفع عمل بدون لإيمان قلبي كما أنه لا وجود
للإيمان بدون عمل
3- المراد بالعبادات غايتها ومعناها والقيام بها على صورتها الكاملة تامة مخلصة لوجه الله ، وليس بصورها وحركاتها
1- قوله ( حدثنا ) حدث وأخبر في اللغة بمعنى واحد وهي كذلك عند قدماء المحدثين لكن عند المتأخرين يفرقون بينهما
2- قوله ( الصادق المصدوق ) الجملة مؤكدة لقوله ( رسول الله ) لان من اعترف انه رسول الله اعترف انه صادق مصدوق, والصادق أي فيما أَخبر والمصدوق فيما أٌخبر, وإنما ذكر ابن مسعود هذه الجملة لان التحدث عن هذا المقام من أمور الغيب التي تخفى وليس في ذلك الوقت تقدم طب حتى يُعرف ما يحصل وهذا من فقهه رضي الله عنه
3- ( يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة) الانسان اذا اتى اهله فهذا الماء المتفرق يجمع, والنطفة هي القطرة من المني
4- ( ثم يكون علقة مثل ذلك ) لا يكون علقة فجأة بل يتكون شيئا فشيئا فيحمار حتى يصل إلى الغاية في الحمرة فيكون علقة والعلقة هي قطعة الدم المتجمد.
5- ( ثم يكون مضغة مثل ذلك) المضغة قطعة لحم بقدر ما يمضغه الانسان وهي تتطور شيئا فشيئا.
6- ( ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ) المرسل رب العالمين يرسل الملك وهو واحد الملائكة , والروح ما يحيى به الجسم ولا يُعلم كيفية النفخ ( ويسئلونك على الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) وهذا فيه نوع من التوبيخ كأنه قال : ما بقي عليكم من العلم إلا الروح حتى تسألوا عنها , والروح جسم لكنها ليست كأجسامنا الكثيفة المكونة من لحم ودم وعظم والله اعلم بحقيقتها.
7- ( ويؤمر بأربع كلمات رزقه) والرزق هنا ما ينتفع به الإنسان وهو نوعان : رزق يقوم به البدن وهو الأكل والشرب والمركوب واللباس ورزق يقوم به الدين وهو الإيمان والعلم.
4- ( وأجله) أي مدة بقائه في هذه الدنيا والناس يختلفون في الأجل اختلافا كبيرا وهذا الأجل لا يتقدم لحظة ولا يتأخر ( ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها ) ( إنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها ) . الأجل ليس وراثيا فكم من شاب مات من قبيلة أعمارها طويلة والعكس.
5- ( وعمله ) أي ما يكتسبه الإنسان من الأعمال القولية والفعلية والقلبية فمكتوب على الإنسان العمل.
6- ( وشقي أو سعيد ) هذه النهاية والسعيد من تم له الفرح والسرور والشقي بالعكس ( فمنهم شقي وسعيد... الآيات )
7-( إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ) أي حتى يقرب أجله وليس المعنى حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع في مرتبة العمل , لأن عمله الذي عمله ليس عملا صالحا كما جاء في الحديث ( إن أحدكم ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ) لأنه أشكل على بعض الناس كيف ذلك ؟ فنقول : عمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس ولم يتقدم ولم يسبق ولكن حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع أي يدنو أجله فيدع العمل الأول الذي كان يعمله لدسيسه في قلبه هوت به.
المسائل الفقهية المستخرجة من الحديث :
1- لا يجوز إلقاء النطفة لأن الله تعالى قال ( فجعلناه في قرار مكين ) فلا يجوز أن نتجاسر على هذا القرار المكين لكنه ليس كتحريم ما بعد بلوغه أربعة أشهر وهذا أقرب للصواب أي أنه حرام وذكر بعضهم أنه جائز إلقاؤها بدواء مباح
2- إذا قدر أن المرأة مرضت وخيف عليها يجوز إلقاء النطفة لأن ذلك صار ضروريا
3- لو سقطت المضغه غير مخلقة لم يكن الدم الذي يخرج نفاسا بل دم فاسد
4- لو سقطت المضغه قبل أن تتخلق وكانت المرأه في عده لم تنقض العدة
5- إذا سقط الجنين بعد نفخ الروح فيه فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين
6- بعد نفخ الروح فيه يحرم إسقاطه بكل حال لأن إسقاطه حينئذ يكون سبب هلاكه, حتى لو كان إبقاؤه سببا لموت أمه.
عن ابن عُمَرَ رضي اللهُ عنهما أنَّ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «أُمرت أَنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حتى يَشْهَدُوا أنْ لا إله إلَّا اللهُ وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ، ويُقِيموا الصَّلاةَ، ويُؤتُوا الزَّكاةَ، فإذا فعلوا ذلك عصموا منِّي دِماءَهُم وأموالهمْ إلا بحقِّ الإسلامِ، وحسابهم على اللهِ تعالى» رواه البخاري ومسلم.
أهمية الحديث:
هذا الحديث عظيم جداً لاشتماله على المهمات من قواعد دين الإسلام وهي: الشهادة مع التصديق الجازم بأنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة على الوجه المأمور به، ودفع الزكاة إلى مستحقيها.
[rtl]فوائد الحديث : [/rtl]
[rtl]أفاد الحديث عظم حرمة دم المسلم وتحريم قتله لأي سبب من الأسباب مهما أخل بالواجبات وفعل من الكبائر إلا ما دل الشرع عليه ، فلا يحل لأحد التعرض للمسلم وانتهاك حرمته ، والإستخفاف بدماء المسلمين واستباحتها من طريقة الخوارج قاتلهم الله ، وفي سنن النسائي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- عن النبي ﷺقال:[/rtl] [rtl]( لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم". ونظر ابن عمر -رضي الله عنهما- يوما إلى البيت أو إلى الكعبة فقال: "ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك)[/rtl] [rtl] وكذلك الذمي المعاهد حرم الشرع دمه كما قال رسول الله ﷺ: (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما ) رواه البخاري[/rtl] [rtl]وقد كان السلف شديدوا الورع في دماء المسلمين قال بشير بن عقبة " قلت ليزيد الشخير ما كان مطرف يصنع إذا هاج الناس قال: ( يلزم قعر بيته ولا يقرب لهم جمعة ولا جماعة حتى تنجلي ) [/rtl]
[rtl] وأول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ومن لم يصب دما حراما فهو في فسحة من أمره ، وتساهل العبد في دماء الناس دليل على ضعف بصيرته وقلة ورعه وتعرضه للفتن والله المستعان.[/rtl] [rtl] فوائد لغوية من الحديث : ـ [/rtl]
[rtl]1ـ قوله ﷺ: ( أُمِرْتُ ) أي أمرني ربي
والأمرُ: طلب الفعل على وجه الاستعلاء، أي أن الآمر أو طالب الفعل يكون هو في منزلة فوق منزلة المأمور، لأنه لو أمر من يساويه سمي عندهم التماساً، ولو طلب ممن فوقه سمي دعاءً وسؤالاً[/rtl] [rtl] 2ـ ما المقصود بـ ( حتى ) في الحديث ؟[/rtl] [rtl]فـ ( حتى ) قد تأتي للتعليل ، بمعنى : أن اقاتل ليشهدوا .[/rtl] [rtl] أو هي للغاية بمعنى أقاتلهم إلى أن يشهدوا.[/rtl] [rtl]أمثلة للتفريق : قوله تعالى في سورة ( طه 91 )[/rtl] [rtl]( قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى )
فهذه للغاية ( أي إلى أن يرجع موسى ) ، ولا تصح للتعليل، لأن بقاءهم عاكفين على العجل لا يستلزم حضور موسى عليه السلام ، أي ليس لأجل أن يرجع موسى. وقوله عزّ وجل عن المنافقين ( المنافقون 7 ) [/rtl] [rtl] (لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا )[/rtl] [rtl]فحتى هنا للتعليل، يعني لا تنفقوا لأجل أن ينفضوا عن رسول الله، وليس المعنى لا تنفقوا حتى ينفضّوا، فإذا انفضّوا أنفقوا.[/rtl] [rtl]فأيهما المقصودة هنا في الحديث ؟ والجواب: هي تحتمل أن تكون للتعليل ولكن الثاني أظهر، يعني أقاتلهم إلى أن يشهدوا
3ـ قوله صلى ﷺ:ـ ( أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ ) : هذا هو ما أُمر به والمقاتلة غير القتل، المقاتلة : وهي مفاعلة بين فريقين ، أو شخصين [/rtl] [rtl]فالمقاتلة: أن يسعى في جهاد الأعداء حتى تكون كلمة الله هي العليا والقتل: أن يقتل شخصاً معينا ، بدون أن يقاتله ذلك الشخص ،[/rtl] [rtl]ولهذا يقال: ليس كل ما جازت المقاتلة جاز القتل[/rtl] [rtl] فالقتل أضيق ولا يجوز إلا بشروط معروفة، والمقاتلة أوسع، قال الله تبارك وتعالى:ـ[/rtl] [rtl] ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّه ) ( الحجرات 9 ) [/rtl] [rtl]فأمر بقتالها وهي مؤمنة لايحل قتلها ولا يباح دمها لكن من أجل الإصلاح وقاتل أبو بكر الصديق رضي الله عنه مانعي الزكاة ولكن لايقتلهم، بل قاتلهم حتى يذعنوا للحق . حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله[/rtl]
[rtl] فهذا الحديث أصلٌ وقاعدةٌ في جواز مقاتلة الناس،وأنه لايجوز مقاتلتهم إلا بهذا السبب .[/rtl]
التوقــيـــــــــــــــــــــع
الحديث االتاسع من الأربعين النووية
محمد فهمي يوسف Admin
مؤسس الشبكة
أوسمتى : المساهمات : 668 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 06/12/2017 العمر : 79 الموقع : الإسكندرية ــ مصر
الأحد أكتوبر 07, 2018 8:49 pm
الحديث التاسع
التكليف بمــا يُسْتَطـــــــــــاع
في النهي عن أمر من الأمور
يشير الحديث إلى أن الأصل بعد النهي عدم الوجوب ، وأنه لا حكم إلا بدليل الشرع
وفيه الإشارة إلى الاشتغال بالأهم المحتاج إليه عاجلا عما لا يحتاج إليه في الحال
وفيه أيضا التحذير من الاختلاف والحث على الوحدة والاتفاق
"إِنَّ اللهَ تَعَالَى طَيِّبٌ" كلمة طيب بمعنى طاهر منزّه عن النقائص، لا يعتريه الخبث بأي حال من الأحوال، لأن ضد الطيب هو الخبيث، كما قال الله عزّ وجل: ﴿قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ﴾(المائدة: 100)، وقال: ﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَات﴾ (النور: 26) ومعنى هذا أنه لا يلحقه جل وعلا شيء من العيب والنقص. فهو عزّ وجل طيب في ذاته، وفي أسمائه، وفي صفاته، وفي أحكامه، وفي أفعاله، وفي كل ما يصدر منه، وليس فيها رديء بأي وجه.
لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبَاً فهو سبحانه وتعالى، لا يقبل إلا الطيب من الأقوال، والأعمال وغيرها، وكل رديء فهو مردودٌ عند الله عزّ وجل، فلا يقبل الله إلا الطيب، ومن ذلك الصدقة بالمال الخبيث لا يقبلها الله عزّ وجل، لأنه لا يقبل إلا طيباً، ولهذا جاء في الحديث الصحيح: مَنْ تَصَدَّقَ بِعِدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ طَيِّبٍ وَلاَ يَقْبَلُ اللهَ إِلاَّ الطَّيِّبَ فَإنَّ اللهَ تَعَالَى يَأْخُذُهَا بِيَمِيْنِهِ يُرَبِّيها كما يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُوْنَ مِثْلَ الجَبَلِ (2).
فالطّيب من الأعمال: ما كان خالصاً لله، موافقاً للشريعة.
والطيب من الأموال: ما اكتسب عن طريق حلال، وأما ما اكتسب عن طريق محرّم فإنه خبيث.
"وَإَنَّ اللهَ أَمَرَ المُؤمِنِينَ بمَا أَمَرَ بِهِ المُرْسَلِيْنَ" تَعْلَيةً لشأن المؤمنين، وأنهم أهلٌ أن يوجّه إليهم ما أمر به الرسل، فقال عزّ وجل في أمر المرسلين: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً﴾(المؤمنون: 51) فأمر الرسل أن يأكلوا من الطيبات وهي التي أحلها الله عزّ وجل، واكتسبت عن طريق شرعي. فإن لم يحلّها الله كالخمر فإنه لا يؤكل، وإن أحلَّه الله ولكن اكتسب عن طريق محرّم فإنه لا يؤكل، وأضرب لذلك مثَلين:
الأول: رجل أكل من شاة ميتة، فهذا لم يأكل من الطيبات، لأن الله تعالى حرّم أكل الميتة. وهذا محرّم لذاته.
الثاني: رجل غصب شاة وذبحها وأكل منها، فحكمها أنها ليست بطيبة وهي محرّمة لكسبها.
" وَاعْمَلُوْا صَالحَاً " أي اعملوا عملاً صالحاً.
فأمرهم بالأكل الذي به قوام البدن، ثم أمرهم بالعمل الذي يكون نتيجة للأكل، لكنه قال: وَاعْمَلُوا صَالِحَاً وصالح العمل هو ما جمع بين: الإخلاص والمتابعة.
ولهذا روي عن بعض السلف أنه قال: العمل الصالح ما كان خالصاً صواباً. أي خالصاً لله صواباً على شريعة الله. وقال تعالى في أمر المؤمنين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ (البقرة: 172) كما قال للرسل: (كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ فأمر المؤمنين بما أمر به المرسلين.
إذاً نقول: المؤمنون مأمورون بالأكل من الطيبات، والمرسلون كذلك مأمورون بالأكل من الطيبات.
"ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيْلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ ... " يعني ضرب النبي ﷺ مثلاً لهذا الرجل: "يُطِيْلُ السَّفَرَ" والسفر من أسباب إجابة الدعاء، ولاسيما إذا أطاله.
"أَشْعَث أَغْبَرَ" يعني أشعث في شعره أغبر من التراب، أي أنه لا يهتم بنفسه بل أهم شيء عنده الدعاء.
"يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء" ومد اليدين إلى السماء من أسباب إجابة الدعاء، كما جاء في الحديث: إنَّ اللهَ حَيِيٌّ كَرِيْمٌ يَسْتَحِييْ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفعَ يَديْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرَاً (3).
"يَا رَبّ يَا رَبّ" نداء بوصف الربوبية، لأن ذلك وسيلة لإجابة الدعاء، إذ إن إجابة الدعاء من مقتضيات الربوبية.
"وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ" يعني طعامه الذي يأكله حرام، أي حرام لذاته أو لكسبه.
"وَمَشرَبُهُ حَرَامٌ" يعني شربه الذي يشربه حرام، إما لذاته أو لكسبه.
"وغُذِيَ بالحَرَامِ" يعني أنه تغذّى بالحرام الحاصل من فعل غيره. فَأَنَّى اسم استفهام، والمراد به الاستبعاد، يعني يبعد أن يستجاب لهذا، مع أن أسباب الإجابة موجودة.
وهذا للتحذير من أكل الحرام، وشربه، ولبسه، والتغذّي به.
الفوائد المستنبطة من الحديث والآيتين: 1- أن من أسماء الله الطيِّب. 2- كمال الرب سبحانه في أسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه، كما يدل عليه قوله : ( إن الله طيب.. ). 3- أن الله سبحانه وتعالى لا يقبل من الأعمال والأقوال إلا طيبها، وهو ما كان خالصاً لوجهه وموافقاً لأمره وسنة نبيه r. 4- أن الإنفاق من الحرام لا يقبله الله لأنه خبيث. 5- أن الحلال من المكاسب والأعيان طيب فالصدقة منه مقبولة. 6- وجوب الأكل من الحلال واجتناب الحرام. 7- أمر الرسل والمؤمنين بذلك. 8- إباحة الأكل من الجيد من المطاعم والمشارب. 9- ذم الذين يمتنعون من أكل الطيب الحلال. 10- أن الرسل عباد لله يأمرهم وينهاهم. 11- أن للمؤمن في الرسل أسوة. 12- أن المؤمنين لا يعبدون إلا الله. 13- تكريم المؤمنين بخطابهم بوصف الإيمان. 14- أن الإيمان يقتضي فعل المأمورات وترك المنهيات. 15- أن التوحيد يقتضي شكر الله على نعمه وقبول رزقه. 16- أن الشكر إنما يكون بالعمل الصالح لقوله تعالى للمؤمنين{وَاشْكُرُواْ لِلّهِ }في مقابل قوله للرسل :{وَاعْمَلُوا صَالِحًا }. 17- إثبات علمه تعالى بأعمال العباد ، وفي ذكر العلم بعد الأمر وعد ووعيد، لقوله :{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }. 18- استشهاد النبي r بالقرآن. 19- الاستعانة بأكل الحلال على العمل الصالح. 20- أن أكل الحرام أو الإنفاق منه قد يبطل العمل أو ينقص الثواب. 21- أن من موانع إجابة الدعاء أكل الحرام. 22- أن من أسباب إجابة الدعاء طول السفر والشَّعَث ورثاثة الهيئة، لأن ذلك يوجب انكسار القلب. 23- أن من أسباب الإجابة رفع اليدين والإلحاح. 24- أن من غلب عليه الحرام في طعامه وشرابه ولباسه يبعد أن يُستجاب له، ولو أتى بأسباب الإجابة. 25- أن الأكل – وفي معناه الشرب- أهم وجوه الانتفاع وبعده اللباس وبعده المركب والمسكن، فالأكل والشرب أولاها بالحلال، ثم ما بعده، وما كان من المكاسب مشتبهاً فينفق في المركب والمسكن. 26- سوء أثر تغذية الصبي بالحرام وإن لم يكن عليه إثم بذلك. 27- وصف الله بالربوبية. 28- التوسل إلى الله –في الدعاء- بربوبيته. 29- استبعاد الإجابة عن جنس من قام به المانع، فلا يجزم بذلك في حق المعيَّن. ــــــــــ شرح الحديث للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله ــــ