هذا البحث المتواضع عن الفرق بين النفس والروح كتبته في 22 مارس 2009 في مدونتي
ننشره هنا في العطاء بلا ثمن في مساهمتين ، حتى لا يمل القاريء الكريم :
* هل النفس هي الروح ؟!
* وما صلتهما بالجسد ؟!!
* وما علاقتهما بذات الانسان ؟!
وللاجابة عن هذه الأسئلة نحتاج الى بحث لغوي وديني وطبي طويل نوجزه فيما يأتي :-
وبمراجعة القواميس والمراجع اللغوية يورد اللغويون أن :
النفس هي الروح ، والنفس الجسد ، والنفس الدم، ونفس الشيء : عينه وذاته
والنفس هي : خروج الريح من الأنف والفم ، والجمع ( أنفاس) و(أنفس)
فيقولون : رأيت فلانا نفسه ، وجاءني بنفسه
والنفس : بفتح الفاء والسين : واحد ( الأنفاس) وقد تنفس الرجل , وتنفس الصعداء , وكل ذي رئة متنفس
قال الفراء : في معنى ( والصبح اذا تنفس) أي ارتفع النهار ، وقال مجاهد : إذا طلع ، وقال الأخفش : إذا أضاء
وتنفست دجلة أي زاد ماؤها .
ويقال : ما رأيت ثم نفسا . أي ما رأيت أحدا ، ونفس الشيء : ذاته وكنهه وجوهره .
وقال الأنباري : هما شيء واحد ( النفس والروح) إلا أن النفس مؤنثة ، والروح : مذكر .
وقال آخرون من اللغويين : الروح هو الذي به الحياة ، والنفس هي التي بها العقل ،
فاذا نام النائم قبض الله نفسه ، ولم يقبض روحه ، ولا يقبض الروح إلا عند الموت .
لذا تسمى النفس نفسا لتولد النفس منها واتصاله بها ،وتسمى الروح روحا لأن روح الإنسان أي حياته موجود به .
وأطلقوا النفس على القرب ، واستشهدوا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
( بعثت في نفس الساعة ،نفس الإنسان إذا قرب منه ،)
ومما يدل على أن النفس بمعنى الذات حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن )
يريد أنه يفرج بها الكرب .
وقال عليه الصلاة والسلام .( أجد ريح ربكم من قبل اليمن ) يعني الأنصار فهم من الأزد
والأزد يمانيون نصر الله بهم المؤمنين
وهو مستعار من نفس الهواء الذي يرده التنفس إلى الجوف فيبرد من حرارته ويعدلها .
*وقال أبو اسحق في لسان العرب : النفس يجري على ضربين عند العرب
فيقولون : خرجت نفس فلان أي روحه ، وفي نفس فلان أن يفعل كذا : أي في روعه .
والضرب الآخر : معنى النفس فيه جملة الشيء وحقيقته . تقول : قتل الشخص نفسه أي أوقع الهلاك بذاته كلها
والجمع أنفس ونفوس ) .
وقال : ابن خالويه : النفس هي الروح والنفس مايكون به التمييز والنفس الدم .
ويقول الله تعالى الله يتوفى الأنفس حين موتها ..) فالنفس الأولى : تزول بزوال الحياة .
والنفس الثانية : تزول بزوال العقل ، واستشهد لمعنى الدم بقول السموءل :
تسيل على حد الظبات نفوسنا = وليست على غير الظبات تسيل
وتأتي لفظة النفس في القرآن الكريم في آيات كثيرة تصف النفس بصفات متعددة حسب الآية ،
فتقرأ مرة عن النفس المطمئنة قوله تعالى : يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية .)
ومرة ثانية : ( وما أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ...........)
وثالثة : ( لاأقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة ..........)
ورابعة ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها .)
وخامسة يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا ..)
===========================
ونواصل الحديث عن ( الروح ) في المساهمة الأخيرة التالية