نهر
استلقى على شاطئ النهر حاملاً همومه ؛ شعر أنه فى طريقه للهاوية ؛ فالدنيا تحكم قبضتها عليه ؛ تدعوه أن يتخلص مما يسميه أهلها تخلف ؛ وأن يسبح مع التيار لتنفرج قبضتها .
تمنعه تقواه ؛ و يوجه لله دعاه ؛ تزداد القبضة فى شراسة وقسوة ؛ والعجز وحده مالك أمره ؛ أثقلت رأسه الهموم بينما عيناه المستقره على سطح مياه النهر يكاد يغلقها الألم .
انطلق برشاقة وتجرد من أثقال ملابسه ؛ قفز منتشياً سابحاً مستمتعاً بمياه النهر ؛ انتفض فى المياه رافعاً رأسه .
أدهشه ما رآه ؛ بساتين تحيطه من كل جانب ؛ ثمار لم يتذوق مثلها من قبل تلقى إليه .
لحظات و بدأ يحرك جفونه ؛ ومازالت عيناه مستقرة على سطح مياه النهر .
وصوت ينساب من بعيد فى عذوبة يتلو ( إن المتقين فى جنات ونهر ) فابتسم وزالت همومه و غادرته أثقالها وعاد منتشياً .
ق.ق.ج
بقلمى :
مهندس / محمد فتحى البنا